فتاة الظلام ... وأنا...

أسدل الليل ستار الأسود على المدينة, حاجبا أشعة الشمس التي بدت قانية وهي تودع السماء في الأفق...

كنت أتجول بقاري الصغير, بين السطور والكلمات, تستهويني ثمارها فأتناول مننها مالذ وطاب, كما أقف أحيانا أبكي على أطلالها , أقرأ عليها شيئا من أشعار الجاهلية ...

بينما أنا أجدف وأتأمل في سحر اللغة الاخاد, تسرب إلي الإعياء, حاولت مقاومته, لكن جيوشه كانت أقوى, فاضطررت إلى الاستسلام, ألقيت بسلاحي, أوراقي, كتابي, قلمي الحبري...

قادتني الجيوش أسيرا إلى الفراش, وأنا اسمع قرع طبول عقارب الساعة التي لاتتوقف... كان الصمت سيد الموقف, الظلام قد احتل كل بقاع البيت, قيدني الإعياء بأغلاله القوية , وقرر أن يرميني في بحر أحلامي, جثوت على ركبتي أستجديه , لم تنفع كلماتي, لأنها كانت لاتتجاوز حلقي, فتندثر...

ألقى بي من أعلى التل, كدت أختنق, في أحشاء الظلمة , أخدت أصرخ, اصرخ , لكن دون جدوى... فجأة سمعت خطوات صغيرة تقترب من سريري, لم أقو على الالتفات , لمحت في مرآة الخيال فتاة لاتتجاوز الثامنة, أوجست منها خيفة, لكنها طمأنتني عندما همست:

- ....... ........

لم أستطع أن أتذكر ما قالت لي, المهم أنها أخبرتني بعنوان لقصة, لطالما راودتني فكرتها, التفت إليها, لكنها اختفت في السواد...

خفق قلبي, ازداد توتري, قمت من على السرير, حزنت كثيرا, النسيان قد حرمني مرة أخرى من عنوان قصتي...